كتابه; طه لمعى
بدأ التجار الروس منذ اواسط القرن السابع عشر بممارسة التجارة بنشاط في اراضي أمريكا الشمالية وفي جزر المحيط الهادئ وشبه جزيرة ألاسكا وفي اراضي ولايات كاليفورنيا
واوريغون وواشنطن الحالية، واسسوا مراكز سكنية ومدنا خاصة بهم اطلقت عليها تسمية " أمريكا الروسية". وفي عام 1799 شيد الكسندر بارانوف رئيس الجاليات الروسية في أمريكا حصنا على جزيرة ارخبيل الكسندر وبنى إلى جانبه مدينة نوفوارخانغلسك (مدينة سيتكا حاليا) التي أصبحت في عام 1808 عاصمة المستوطنات الروسية في القارة الأمريكية.
في عام 1698جرى أول اتصال روسي – أمريكي على ارفع مستوى حين التقى القيصر بطرس الأكبر مع وليام بين مؤسس المستوطنة البريطانية بنسلفانيا في أمريكا في عام 1698 والذي يعتبر في الواقع أحد مؤسسي الدولة التي أصبحت فيما بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1809.
وجرى تبادل السفراء بين الدولتين في عام 1809. وكان الشاغل الرئيسي للسفراء هو معالجة القضاياالمتعلقة بالاساكا والممتلكات الروسية الأخرى في أمريكا والتي تم بيعها في عام 1867 إلى الولايات المتحدة. وفي الفترة من 1842 إلى 1851 كان المهندسون الأمريكيون المستشارين الرئيسيين لمد طريق السكك الحديدية بين موسكو وبطرسبورغ. وشارك الخبراء الأمريكيون في مد أولى خطوط التلغراف في روسيا.
بينما وفي عام 1900 افتتحت الشركة الشرقية-الآسيوية الروسية خط الملاحة لنقل الركاب المنتظم مع القارة الأمريكية، وكانت بواخر هذه الشركة تقوم برحلات في كل 10 ايام في " خط الملاحة الروسي – الأمريكي
و أثناء الحرب العالمية الاولى في عام 1914 دعمت الولايات المتحدة بلدان انتانتا تكتل البلدان الذي ضم روسيا . وبعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا رفضت الدولة الأمريكية الاعتراف بحكومة البلاشفة التي استولت على السلطة وقدمت الدعم إلى الجيش الأبيض الذي حارب السلطة الجديدة بتزويده بالمال والمواد الغذائية.
وفي اعوام 1918–1920 شاركت القوات الأمريكية سوية مع قوات بريطانيا وفرنسا واليابان في التدخل العسكري في شرق وشمال روسيا.
تطوره التعاون الاقتصادي السوفيتي – الأمريكي منذ عام 1920 بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحده والاتحاد السوفيتى
و قد قام رجل الاعمال الأمريكي ارمان هامر بتوريد القمح إلى الاتحاد السوفيتي مقابل الفرو والكافيار الأسود والنفائس الفنية والمجوهرات.
وفي عام 1926 جرى بمبادرة منه بناء معمل لصنع الأقلام الرصاص في الاتحاد السوفيتي.
وفي الفترة اللاحقة جرى في الاتحاد السوفيتي بمشاركته شخصيا بناء مصنع لأنتاج الامونيا (عام 1979) وكذلك مد خط انابيب نقل الامونيا" تولياتي- اوديسا". وفي عام 1922 قام هامر بدور ممثل شركة " فورد" في موسكو. علما ان الشركات التي كانت تتعاطى تسويق سيارات الشركة كانت موجودة في روسيا قبل الثورة. واشترت الحكومة السوفيتية كمية كبيرة من شاحنات وجرارات الشركة وتلقى الاختصاصيون السوفيت التدريب في مصنع هنري فورد. وشيد بمساعدة خبراء مصنع " فورد" في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود أول مصنع للسيارات في الاتحاد السوفيتي وهو مصنع تجميع السيارات رقم 1 الذي تحول فيما بعد إلى المصنع العملاق "غاز".
وفي عام 1930 احتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الأولى ومن ثم في عام 1931 المرتبة الأولى في استيراد السيارت والمعدات من الولايات المتحدة. لكن واشنطن فرضت القيود المجحفة على الصادرات إلى الاتحاد السوفيتي بعد أن اتهمته بالتدخل في شئونها الداخلية. وجرى في الولايات المتحدة أيضا شن حملة ضد الحركة الشيوعية والاشتراكية وفرض الحظر على نشاط المنظمات اليسارية وابعد من البلاد الأشخاص الذين اعتبرتهم السلطات من ذوي الخطر عليها.
التعاون الامريكى الروسى في الحرب العالمية الثانية ضد هتلر
انضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في أثناء الحرب العالمية الثانية إلى الائتلاف المعادي لهتلر.
وفور الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941 اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما للأتحاد السوفيتي واخذتا تقدمان المساعدات الاقتصادية اليه. واعد في الولايات المتحدة البرنامج الحكومي " ليند – ليز" الذي قدمت الولايات المتحدة بموجبه المساعدات من ذخيرة ومعدات ومواد غذائية وخامات استراتيجية ومنها مشتقات النفط إلى حليفاتها. وكانت قوافل السفن الأمريكية والبريطانية تتعرض إلى اخطار كبيرة لأن البوارج والغواصات الألمانية كانت تتابعها بنشاط في البحار والمحيطات. وارسلت من موانئ إنجلترا واسكتلندا وآيسلندا اجمالا إلى ميناء مورمانسك وغيره من الموانئ الشمالية السوفيتية 42 قافلة (722 شحنة نقل) وايابا 36 قافلة. ووصلت إلى هناك 682 سفينة بينما اغرق الالمان 85 سفينة.وعادت 31 سفينة إلى ميناء المنشأ دون تحقيق هدفها. وبقيت طي الكتمان حتى وقت قريب الخطوط الأخرى لنقل المساعدات مثل تحليق اسراب الطائرات من ألاسكا إلى تشوكوتكا ومنها إلى كراسنويارسك والقوافل البحرية في المحيط الهادئ والبرية عبر إيران التي احتلت في اعوام الحرب كليا أو جزئيا من قبل القوات البريطانية والسوفيتية. وحصل الاتحاد السوفيتي عبر هذه المسارات على ما يربو على 70 بالمائة من حمولات برنامج " ليند-ليز
الاستراتجيه العسكريه الروسيه
قال الكاتب الصحفى احمد ابراهيم محمود
بعد انهيار الاتحاد السوفيتى،
شهدت قضايا الآمن والتوجهات الاستراتيجية العامة الروسيه جدل وخلافا شديدين لا سيما بين القيادتين السياسية والعسكرية فقد أدى انتهاء الحرب الباردة وتفض حلف أرسو وانهيار الاتحاد السوفيتى، إلى تداعى الكثير من مكونات الفكريه
1..اتجهات روسيا إلى تغييرات عميقة
في عقيدتها الدفاعية؛ حيتي يعتبر الكيان الروسى الولايات المتحدة وحلف الناتو الخطر الرئيسي المحتمل؛ ما يستلزم ذلك وقف التعاون في التسليح والتنسيق العسكري والأمني بينهوم وعودة إلى المربع الأول مع الدول الغربية. وبالتالي سيكون بإمكان القوات الروسية القتال خارج الأراضي الفدرالية؛ ضد القوى التي تهدد الناطقين بالروسية ومصالح موسكو، كما ضد القوى الإرهابية، بعدما وصل الروس إلى قناعة راسخة بأن الغرب لا يريدهم شركاء ولا مستقلين؛ بل يخطّط لمنع روسيا من التحوّل قطباً دولياً، حيت ردّ حلف الناتو في أوكرانيا على التحدي الروسي في سوريا في سياق هجوم منسق على الغلاف الجيوبولوتيكي لروسيا.
وباتت صواريخ وأسلحة وجنود الناتو على الحدود؛ كأنه سعي لحصار عسكري يرافق الحصار الاقتصادي، بذلك لا تعود الحرب الباردة فقط، بل حرب نصف ساخنة. ولن تقف التطورات عند استحداث عقيدة دفاعية جديدة، بل لا يمكن لموسكو أن تتجاهل ضرورة العودة إلى عقيدة اقتصادية قديمة – جديدة، تقوم على نمط لم يتبلور بعد من رأسمالية الدولة القومية، وتسريع الإطار الاقتصادي الدولي المنافس للغرب، أي مجموعة البريكس، والشراكة مع دول أخرى، أهمّها إيران.
تعديلات على العقيدة الجديدة
وفي اطار كشف منسّق إدارة المفتشين في وزارة الدفاع الروسية يوري يعقوبوف، أن «العقيدة العسكرية الروسية، بحاجة إلى تعديلات تخص قبل كل شيء الإشارة إلى أن الولايات المتحدة خصم رئيسي محتمل لروسيا»، في وقت ذكرت فيه وزارة الدفاع، أن القوات المسؤولة عن الترسانة الاستراتيجية النووية، ستجري مناورات مهمة يشارك فيها أكثر من 4 آلاف جندي. واكد يعقوبوف إنه «يجب أن تشير تلك العقيدة – الوثيقة الاستراتيجية، بدرجة أولى وبشكل دقيق وواضح، إلى خصم رئيسي محتمل بالنسبة إلى روسيا، الأمر الذي ينعدم في العقيدة العسكرية التي جرى تبنيها عام 2010».
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا أقرت عقيدتها العسكرية عام 2000 مستندة الى التغيّرات التي طرأت على العالم خلال السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، لكن التطورات المتلاحقة منذ ذلك العام أجبرتها على إعادة النظر في أولوياتها.
اما عن الاستراتجيه العسكريه الامريكيه
قالت الكاتبه الصحفيه مالك عونى
تتطلب دراسة موقع الاستراتيجية العسكرية الأمريكية فى السياسة الخارجية دراسة إدراك الإدارة الأمريكية للسياسة الخارجية فى أعقاب الحرب الباردة، والأهداف العامة لتلك السياسة،
يوضح تقرير عن استراتيجية الأمن القومى الأمريكى صادر عن البيت الأبيض، فبراير 1996 (1)
ـ أن حماية أمن الأمة الأمريكية، الشعب والأرض ونمط الحياة، هو فى مقدمة مهام الإدارة الأمريكية وواجباتها الدستورية ـ إلا أن التقرير يوضح كذلك وعى الإدارة الأمريكية بأن متطلبات الأمن الأمريكى تغيرت بشكل أساسى، فلقد اختفى التحدى الأمنى المركزى الذى دام نصف القرن الماضى،
ألا وهو تهديد المد الشيوعى والأخطار التى تواجهها الولايات المتحدة اليوم أكثر اختلافا، حيث تنتشر النزاعات الإثنية، وتطرح الدول العدوانية تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمى فى أنحاء كثيرة من العالم،
ويمثل انتشار الأسلحة ذات التدمير الهائل تحديا كبيرا للأمن الأمريكى، كما يهدد التدهور البيئى الواسع النطاق، والذى يتفاقم بسبب النمو السكانى السريع، بتقويض الاستقرار السياسى فى بلدان ومناطق كثيرة، فضلا عن أن التهديد للمجتمع الأمريكى ـ الحر والمفتوح ـ يتزايد من قبل قوى الإرهاب المنظمة، والجريمة الدولية، وتجارة المخدرات، حيث أن الثورة التكنولوجية،
على الرغم مما تطرحه من آمال، إلا أنها فى نفس الوقت تمد هذه القوى ـ المخربة ـ بوسائل حديثة لتهديد الأمن وهذه التهديدات لا تلتزم بحدود، ووفقا للتقرير تعتقد الإدارة الأمريكية أن الأمن الأمريكى فى القرن الـ 21 سيتحدد بنجاح استجابة الولايات المتحدة للقوى التى تعمل داخل، وأيضا فيما وراء، حدودها إلا أن تلك الإدارة تعتقد، فى ذات، فى وجود فرص غير مسبوقة لجعل الأمة الأمريكية أكثر أمنا وازدهارا وتنبع تلك الفرص، وفقا لإدراك الإدارة الأمريكية، من الإمكانيات الأمريكية ذاتها ـ قوة عسكرية ليس لها مثيل، واقتصاد عالمى حقيقى مرتبط بشبكة اتصالات فورية،
فى روسيا تبنوا أسلوبا إمبرياليا فى التعامل مع جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق المجاورة، كما أن القوة العسكرية استخدمت بكل قسوة فى الشيشان وهكذا فإن هناك تساؤلات عديدة تطرح حول سياسة إدارة كلينتون فى السعى لتعزيز السلام من خلال تعزيز الديمقراطية فتوقع أن انتشار الديمقراطية ربما ساهم فى تحقيق السلام على المدى البعيد ـ ما إن تصل الديمقراطيات الجديدة إلى مرحلة النضج ـ لا تطمئن إليه تلك الأطراف التى ربما واجهت مخاطرة الدخول فى حرب على المدى القصير ودفع القوى العظمى التى تمتلك السلاح النووى،
ليست هناك تعليقات :