» » خارطة طريق لشراكة استراتيجية بين روسيا والهند




 جريده الحدث

كل هذه المجالات الرئيسية، ولكن ليست الوحيدة، التي ستتعاون فيها الهند وروسيا في السنوات المقبلة. ويمكن القول إن اعتماد خطة "خارطة الطريق" حول الشراكة الاستراتيجية لمدة 15 عاماً هي النتيجة الرئيسية لهذه الزيارة الرسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند التي قام بها في 11 من شهر كانون الأول/ ديسمبر.
تم التوقيع على 25 وثيقة تعاون. على وجه الخصوص، في مجال الطاقة النووية السلمية. وتم تحديد خطط لبناء مفاعلات نووية في الهند، وإنتاج مشترك لليورانيوم الطبيعي والوقود النووي وإتلاف النفايات النووية. وروسيا سوف تبني للهند أكثر من اثني عشر مفاعلاً دون الأخذ بعين الاعتبار العقوبات على محطة كودانكولام للطاقة النووية، حيث سيتم تشغيل الوحدة الثانية في صيف عام 2015، وتم التوصل إلى اتفاق على بناء المفاعل الثالث والرابع. ويشير الخبراء إلى أنه في هذا المجال، توصلت روسيا والهند إلى مستوى غير مسبوق من التعاون. والحديث هنا لا يدور فقط حول التجارة في الخدمات النووية، أو البضائع، أو حتى التكنولوجيا، وإنما حول إنشاء صناعة كاملة للهند من قبل روسيا.
وهنك انفراج ملحوظ آخر في الشراكة الاستراتيجية، والحديث يدور عن دعوة لشركات النفط الهندية لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في سيبيريا وشبه جزيرة يامال، وأيضاً في استكشاف وتطوير الجرف في القطب الشمالي، والانضمام لمشروع الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأقصى.
ولفت الخبراء الانتباه إلى اتفاق نفطي كبير تم التوصل إليه في أعقاب المحادثات بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي قدمه رئيس شركة "روسنفت" إيغور سيتشين، الذي أشار قائلاً:
لأول مرة في تاريخ علاقاتنا التجارية، تمكنا من الاتفاق على إبرام عقود طويلة الأجل لتوريد النفط إلى الهند. حيث تم التوقيع عى عقد أولي من قبل "روسنفت" وشركة إيسار- أكبر مكرر ومورد للمنتجات النفطية إلى السوق الهندية وأسواق المنطقة. وينص العقد على تسليم هذه المنتجات ابتداءً من عام 2015. والحديث يدور عن 10 ملايين طن سنوياً لمدة 10 سنوات مع خيار التمديد.
لم يتم الكشف عن قيمة العقد. ولكن في الوقت نفسه، من المعروف أن هذه الكميات هي عشر تلك التي تنتجها شركة "روسنفت" اليوم وهي واحدة من أكبر شركات النفط في العالم.
لقد أثبتت القمة الروسية الهندية في نيودلهي التزاما جادا من كلا البلدين لتطوير التعاون الاقتصادي وتوسيع نطاقه. وهذا هو، ربما، أهم النتائج الجيوسياسية الرئيسية لزيارة الرئيس الروسي إلى الهند، والتي تعتبر الأولى بعد وصول نارندرا مودي إلى السلطة. إليكم رأي إيغور يوشكوف الخبير في أمن الطاقة الوطني:
إن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الرئيس الروسي إلى آسيا والبلدان الشرقية، بما في ذلك قمة أبيك في بكين تظهر بشكل واضح أن روسيا حقاً ليست معزولة عن العالم. على العكس من ذلك، فهي تبحث عن مجالات جديدة للشراكة مع أولئك الذين لا يرغبون في فرض عقوبات ضدها، وهذه مكافأة إضافية على شكل الوصول إلى الأصول الروسية. وقد أشار فلاديمير بوتين أثناء وضع حجر الأساس لمشروع "قوة سيبيريا" للغاز مع الصين، إلى أنه ليس هناك أي قيود أمام أصدقائنا الصينيين. ونستطيع أن نقول بأن زيارته للهند تعني أيضاً بأنه ليس هناك قيود لأصدقائنا في الهند. وهذه الزيارة دليل على أن من يريد أن يكون صديقاً على المستوى السياسي لروسيا، يمكنه الحصول على الأصول التجارية الروسية.
عشية زيارة فلاديمير بوتين إلى الهند مورست ضغوط قوية من قبل الولايات المتحدة، حيث أعربت واشنطن بصراحة عن خيبة أملها بسبب عد انضمام الهند إلى العقوبات الغربية ضد روسيا. وأكدت قمة نيودلهي عدم جدوى أي محاولة أمريكية لإقناع الهند بالانضمام إلى الحلف ضد روسيا.

عن Unknown

منظمة سياسية اجتماعية حقوقية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.