كتبت : إنجى الطوخى
مضى أكثر من 30 يوماً على انعقاد البرلمان، لم تخلُ من أزمات ومشادات، لكن تبقى «الاستقالات» التى جرت تحت القبة أو التى لوّح بها الأعضاء هى الحدث الأبرز لتلك الفترة، ما بين استقالات من عضوية البرلمان، أو أخرى من الأحزاب والكتل السياسية التى ينتمى لها العضو، ما استقبله المواطن بتساؤلات وحيرة حول مستقبل الدورة الحالية، ولا مانع من بعض السخرية.
تخلى المستشار سرى صيام عن عضويته فى البرلمان، هو أحدث الاستقالات التى شهدها المجلس، ومن قبلها استقالة كمال أحمد، النائب عن دائرة العطارين بالإسكندرية، قبل أن يرفضها المجلس، فى الوقت نفسه استقال أكثر من عضو من كيانات حزبية وسياسية ينتمى إليها داخل البرلمان، مثل استقالة النائب عماد جاد من حزب المصريين الأحرار، وكذلك مصطفى بكرى من ائتلاف دعم مصر، كما هدد النائب توفيق عكاشة ولفترة طويلة فى بداية انعقاد المجلس بتقديم الاستقالة لأسباب سياسية خاصة به. «لأول مرة فى تاريخ البرلمان يكون هناك هذا العدد من الاستقالات، التى ستعطى نظرة سلبية للمواطن عن البرلمان»، يقولها الدكتور رمضان بطيخ، أستاذ القانون الدستورى بجامعة عين شمس، معتبراً المواطن العادى هو أكثر المتضررين من هذا الأمر، فدائماً كان يرى البرلمان يضم أغلبية ومعارضة واضحة، ولكن هذه المرة لا يوجد أغلبية أو معارضة واضحة، إضافةً إلى وجود عدد كبير من الاستقالات غير المفهومة، ما يسىء للكيان، ويجعل المواطن يشعر بأنه لا يمثله.
«سبب الاستقالات هو أن البرلمان الحالى يعد تجربة جديدة، فليس بوسع فئة أو حزب أو ائتلاف أن يشكل أغلبية، ومن المعروف أن أى تجربة جديدة يشوبها الارتباك فى البداية، حتى تستقر الأوضاع، فى المقابل لن يكون المواطن على دراية بمثل هذه الأمور، وسيكون لها انعكاسات سلبية عليه متمثلة فى انصرافه عن متابعته وعدم الاعتراف به»، حسب «رمضان».
«برلمان مرتبك وكل يوم بحال»، قناعة لدى المواطن أحمد السيد، الذى يعمل مدرساً، واستبشر خيراً بتشكيل البرلمان قبل انعقاده، لكن بعد فترة من الاضطرابات والمشكلات التى حدثت تحت القبة، صار يشعر بأن البرلمان لن يكون قادراً فى الفترة الحالية على القيام بدوره المأمول: «إيه اللى يخلى الاستقالات دى تحصل ولسّه البرلمان فى بدايته».
ليست هناك تعليقات :