كتب : حسام حافظ
كان غياب الشباب عن المشهد الانتخابى اخطر ما ظهر فيه حيث اجمعت الشواهد ان الذين شاركوا فى الانتخابات كانوا من كبار السن والسيدات وان الشباب قد انسحب تماما. ومنذ فترة طويلة ونحن نطالب بفتح آفاق جديدة للحوار بين الشباب وسلطة القرار. لكن عواجيز الفرح يرفضون ذلك بل انهم يطالبون بإبعاد الشباب تحت دعاوى نقص الخبرة وضعف الإمكانيات.
لكن الحقيقة غير ذلك ان هذا الجيل من الشباب هو الذى قام بثورة يناير وهو الذى تحمل مسئوليتها واستطاع ان يسقط نظاما أفسد حياة المصريين واستباح مواردهم وإمكانياتهم، ولولا هؤلاء الشباب ما قامت ثورة ولا رحل نظام مستبد.
هؤلاء الشباب وجدوا انفسهم هدفا لعصابات كثيرة شوهت صورتهم واستباحت حياتهم وحرضت المصريين عليهم. حين وجد الشباب، انفسهم امام هذه الحشود الضارية من الأدعياء وحملة المباخر انسحبوا تماما من الساحة تاركين كل شىء امام سحابات سوداء من الإحباط والمعاناة واليأس فسيطر المال الملوث على العملية الأنتخابية.
لم يجد هؤلاء يدا ممدودة اليهم من السلطة او القوى المدنية ممثلة فى الأحزاب وشعر الشباب بأنهم فى موقف الدفاع عن النفس امام احزاب كرتونية وقوى ظلامية تديها ايد واموال خبيثة وسلطة اخذت جانبا منهم رغم انها كانت نتاج ثورة من صنع هؤلاء الشباب لم يكن ابتعاد الشباب عن الإنتخابات البرلمانية شيئا غريبا بل كان رد فعل طبيعيا امام اتهامات العمالة والتسجيلات المريبة والإدانات المتلاحقة التى طاردت هذا الجيل من الشباب.
على الجانب الآخر وجد هؤلاء الشباب حشود الفلول ورموز النظام السابق والفاسد يتصدرون المشهد مرة اخرى فى مواقع المسئولية او سلطة القرار وكان الأخطر من ذلك كله عودتهم الى العمل السياسى من خلال البرلمان الجديد فى الوقت الذى تحمل فيه جيل الشباب مهمة إسقاط نظامين وخلع رئيسين كان الإقصاء والتهميش بل والإدانة هو الثمن الذى حصلوا عليه امام احزاب سياسية مفككة. وامام فلول سياسية عائدة. وامام قوى سياسية تسترت وراء الدين لكى تمارس لعبة سياسية فاشلة وامام إعلام تجاوز كل الحدود فى سطحيته وسوء اهدافه واتهاماته المغرضة انسحب الشباب تاركا الساحة كلها بما فى ذلك انتخابات البرلمان الجديد فلم يشارك فيها وبقى بعيدا عن هذا السباق.
كان الشباب يتألم وهو يرى رفاق مشواره خلف القضبان فى محاكمات عشوائية ادانت جيلا بأكمله فى ثورة شهد العالم كله بأنها كانت حدثا تاريخيا عظيما. ان ابتعاد الشباب راغبا عن الإنتخابات كان رسالة للجميع. هو رسالة للدولة التى فتحت الأبواب لفلول النظام السابق واعطت الإعلام فرصة ان يدمر هذا الشباب بالدعاوى والأكاذيب. وهى التى فتحت ابواب السجون لمن كانوا بالأمس ثوارا. بل اكثر من هذا انها سمحت لأبواق الإعلام ان تلصق التهم لجيل كامل من الشباب ما بين العمالة وفساد الذمم.
ليست هناك تعليقات :