» » القضيـة 250 أمـن دولـة ...؟!


كتب : حُسـَــاام حَاافــــِظ

المشهد الأول : فى صباح يوم 5 مارس 2011 
كانت أخبار قيام ضباط مباحث امن الدولة بفرم مستندات الجهاز تتصدر كل مصادر المعلومات المتاحة وصل الأمر ان اركثير من الناس شاهدوا بعض الأوراق التى تحمل عبارة "سرى جدا" والتى عثر عليها بعضهم مدفونة على طريق بنى سويف الصحراوي،

وفى مساء نفس اليوم تابعت مع ملايين المصريين قيام مئات الشباب فى معظم محافظات مصر وفى توقيت واحد تقريبا، وهم يقتحمون قلاع وحصون الجهاز الأكثر غموضا و مدرعات الجيش تقف مكتوفة الأيدي على ابواب المقرات وقد حصل كل مهاجم للمقر على ملفه الشخصى وملفات أصدقائه وكأنها معدة لهم سلفا من قبل !!

حتى أجهزة الحاسب لهذا الجهاز الخطير لم تكن تحمل أي أرقام سرية لفتحها بل ان البعض أكد انها كانت مفتوحة وكأنها معدة للعبث، ووسط الصخب فرح الصغار بما فعلوه، وارتعب الكبار الذين أدركوا ان عقل الأمن المصرى أصبح ملقى على ارصفه المحروسة.

نعم هناك عشرات التساؤلات عن مدرعات الجيش التى تركت مقرات امن الدولة للعبث، ولو أرادت حمايته بالفعل، ما استطاع كائن على وجه الأرض الاقتراب منه، ومرت الشهور واكتشف الجميع الشرك الذى وقعوا فيه، ولكن بعد ان كان اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الراحل، وطبقا لما هو متاح من معلومات، قد قدم اول الخيط للقضية اللغز، التى تحمل رقم 250 امن دولة لسنة 2011.

وتوالت التسريبات عن القضية التى صدر بموجبها قرار بحظر النشر- على حد علمى- وعلى الرغم من ذلك تسابقت التسريبات عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وعلى الفضائيات وعلى السنة عدد الصحفيين تحاول ان تلقى مزيدا من الغموض على اوراق القضية التى قيل انها تضم 12 ألف ورقة و3 آلاف مكالمة هاتفية و4 آلاف فيديو، وانها تحوى شهادات هامة لكل من قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق والحالي وقيادات جهازي المخابرات السابقين والحالي وضباط الأمن القومي وقيادات أمن الدولة وكيف أخذت تلك القضية منحنى آخر بعد ضم شهادة المشير طنطاوي ومراد موافي في قضية قتل المتظاهرين لأوراق القضية وخاصة بعد ورود تحريات جهازي المخابرات العامة والأمن الوطني التي ساهمت في ضم أكثر من مائة من المشاهير السياسيين والنشطاء البارزين.

باختصار كل الأسماء التى تم تسريب أسمائها ضمن أوراق القضية 250، تقول عبارة واحدة، مفادها انه لو صحت هذه المعلومات، فان أيادي النخبة المصرية "الشهيرة" - دون استثناء - سوف يتم قطعها، وان عصفا قانونيا سوف يطول الجميع من صحفيين وإعلاميين وسياسيين ونشطاء وحزبيين، 

لأن كل هؤلاء متورطون فى خيانة الوطن، ببساطة لأنهم من الأساس كانوا وسيظلون نخبة مزيفة، تم صناعة اكبر قامة فيهم على يد صغار الضباط فى مباحث امن الدولة .. هى يا سادة بضاعتكم ردت اليكم.

المشهد الثانى : كان منذ بيام ليست بالبعيدة
عندما التقى رئيس الوزراء المهندس محلب، بقادة الأحزاب السياسية للتشاور فى قانون الدوائر الانتخابية المراد توفيقه على المقاس الدستورى ولا اعرف لماذا انتابتني نفس المشاعر التى شعرت بها فى مساء يوم 5 مارس 2011، ربما ليقيني ان كل النخبة السياسية الحزبية فى مصر، هى فى الحقيقة نخبة اكثر تزيفا من نخبة 25 يناير واعلم دون شك ان هناك رؤساء أحزاب فى مصر كان يتلقى تعليمات السياسية عبر مخبرى جهاز امن الدولة السابق.

ليصبح السؤال الآن، هل هؤلاء العرائس الماريونيت التى صنعت فى عصور القهر، تملك ان تشكل مستقبلنا السياسى بعد كل فاتورة الدم التى دفعنها ولازالت تدفع .. ؟! .. اعتقد ان الإجابة سوف تكون "لا"

المشهد الثالث : مصر أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما
+ إما أن يحمل الأمانة رجالا يصدقون الوعد أمام الله وشعبهم ويفتحون ملفات القضية 250 وان يعقب ذلك حلاً لكل الأحزاب السياسية فى مصر كى نبنى وطنا نظيفا.

+ وإما إننا سنكون أجبن وأضعف من أن يدفع الخونة ثمن جرائمهم، وسيتركون مع مرتزقة الأحزاب الضالة والعائلية وأحزاب رجال الأعمال، يعيدون رسم أوضاع ثار عليها المصريين.

ووقتها أبشركم يا سادة بمنتهى اليقين، بخراب سيقضى على كل شئ، حتى أحلامكم البسيطة فى البقاء.


المشهد الأخير :
من أجل هؤلاء ومن اجل هذه الأمة دعونا نطهر أنفسنا ونغتسل جميعا من تلك الوجوه التى تسرق كل يوم عبر الشاشات وعبر المقاعد الفارهة هوية ذلك الوطن .. دعونا نغتسل بأيدينا من جرائم عصور القهر ونخبته الخسيسة المزيفة قبل ان ينبت لكم جيلاً يقرر ان يتطهر بالدم.

عن Unknown

منظمة سياسية اجتماعية حقوقية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.