كتب : حذيفة محمود
عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية - استقلال وطنى .. هذه هى مطالب وأهداف الثورة تلخصت فى كلمات بسيطة لسهولة النداء والتعبير عن آراء الشعب المصرى، والآن لا بد أن نحول هذه الكلمات إلى آليات واضحة لبحث كيفية تطبيقها على أرض الواقع.
ويضيف الناشط السياسى حسام حافظ والمنسق العام لمنظمة بيت الثوار عن المطالب التى على مرشح الرئاسة تقديمها بشكل حقيقى ضمن برنامجه الأنتخابى ويتعهد بتنفيذها بشكل حقيقى وجاد بعيد عن المتاجرة بها لكسب جولة الأنتخابات واهمالها بمجرد الوصول الى قصر الأتحادية.
أولا الظهير الدستورى : أى لا بد أن يكون البرنامج داخل الإطار الذى حدده الدستور كما لابد مراعاة ان يتم تعديل بعض مواد الدستور التى تفرض الدولة البوليسية منها قانون منع التظاهر التى تحتاج بنوده الى تعديل كامل يتناسب مع المجتمع المصرى الذى يضع اقدامه على طريق الحرية بشكل حقيقى وليست شعارات يتاجر بها.
المحور الاقتصادى : الإصلاح الاقتصادى وأعتقد أن الحديث عن الإصلاح بوضوح هو الواقعية لأن الحديث عن الاقتصاد فى مفهومه المجمل دون لمس المشكلة الحقيقية سيؤدى إلى الفشل المعهود، كما حدث من قبل لأن كل الأنظمة السابقة لم تتطلع إلى أى إصلاحات والجميع ظل يبحث عن دعم ومعونات ولم ينظر إلى كيفية إزالة المشكلة الحقيقية، ولا بد أن نعترف أنه من المستحيل بناء منظومة اقتصادية على الإرث القديم من الرؤية الاقتصادية التى لم تلتفت يوما إلى العمال أو الفقراء أو حتى المهمشين، وعلينا أن نعترف أن تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب وضعا اقتصاديا قويا ومستقرا.
المحور الأمنى : الجميع يعلم أننا نعيش حالة حرب حقيقية مع الإرهاب، ولكن على الرئيس القادم أن تكون له رؤية واضحة فى كيفية إزالة العلاقة المتوترة مع الأجهزة الأمنية حتى لو كانت هذه الرؤية تستوجب حلولا سياسية، فالأمر يتطلب العمل على الجانبين؛ الجانب الأول يقع على عاتق الأجهزة الأمنية فى كيفية فهمهم للتطورات التى حدثت على أرض الواقع، والجانب الآخر يقع على جانب المواطن ليفهم جيدا معنى كلمة «حرية» ومدى اقتران الحرية بالواجب.
المحور القانونى : دولة القانون وكيفية ترسيخ حكم القانون وكيفية إنفاذه، والحقيقة أننا عشنا سنوات عدة نصدر قوانين وتشريعات ولم نتحدث عن كيفية تطبيقها وكيفية الردع حال عدم تطبيقها، والأهم من وجهة نظرنا هو كيفية وضع آلية للردع على الهروب من الواجب وليس فقط السعى للحقوق دون إقرار الواجبات.
المحور الخدمى : الخدمات هى المقياس الذى يحدد من خلاله المواطن مدى رضاه عن النظام الحاكم، وأعتقد أن الجميع على علم تام أننا نحمل إرثا كبيرا يتضمن أزمة كبيرة فى البنية التحتية لأنه من العبث أن نكون فى الألفية الثالثة وما زلنا نبحث عن المياه والكهرباء ونحن دولة لها حضارة.
أما لو تحدثنا عن الصحة فنحن لدينا مهزلة حقيقية فى مستوى الخدمات الصحية والأهم من وجهة نظرى هو عدم كتابة عبارات لغوية فى هذا الشأن دون أن ألتفت إلى الواقع وكيفية تحقيقه بمعنى أننا نريد كلمات واضحة هل ستخفض أسعار الدواء؟ هل ستعلو بمستوى الخدمة داخل المستشفيات؟..
أما عن التعليم فهو معيار تقدم أى أمة إلا أننا لا نلتفت لذلك وأصبح أقصى طموحنا هو الانتهاء من المراحل التعليمية وكأنه بلاء، والحقيقة أن هناك أشخاصا يستمتعون بالعلم والمعرفة فكيف نزيل هذه الأزمة وكيف نجد منظومة متكاملة يجوز تطبيقها فى مصر لصناعة طفرة علمية؟
المحور الدولى : نريد سياسة خارجية واضحة، لا يجوز الحديث عن علاقة طيبة بكل الدول دون النظر إلى المصالح، فعلى سبيل المثال العمق الأفريقى، لدينا أزمة حقيقية تتعلق بأمننا القومى بمفهومه الحقيقى وهى أزمة المياه، وبعدنا العربى الذى أصبح فيه عداء واضح من دويلات تحتضن أعداء الشعب المصرى وتعمل على تحدى إرادتنا، وأخيراً لا بد من احترام المواثيق والمعاهدات الدولية مع الإعلان عن التحفظات التى تمثل ضررا حقيقيا على الدولة سواء الأضرار الأمنية أو الاقتصادية.
المحور الوقائى : مكافحة الفساد الذى أثبت أنه السبب الرئيسى فى انهيار الدول، والأهم هو وضع ضوابط لكيفية الوقاية من الفساد وليس فقط مكافحته، وليعلم الجميع أن مصر لن تتحمل أن يتوغل فيها فساد ونحن نبحث عن خطة ومنهج لبناء دولة.
وفى النهاية علينا أن نلتفت للأولويات وكيفية تحديدها والأهم هو وضع خطة واضحة لتنفيذ البرنامج والإفصاح عن كيفية تمويل كل محور من محاور البرنامج وبهذا نكون وصلنا إلى بداية الطريق الصحيح للدولة التى حلمت بها الثورة وسالت من أجلها دماء طاهرة ... المجد للشهداء وتحيا مصر.
ليست هناك تعليقات :